بين الإنسان وأمنه
تقرير خبري لحديث الجمعة، مسجد الإمام الرضا(ع)، الشيخ محمد حسن الحبيب
9-11-1432هـ
9-11-1432هـ
بدأ سماحة الشيخ محمد حسن الحبيب -حفظه الله- حديثه حول منهجية تحقيق الأمن في المجتمعات، ففي الوقت الذي يعتقد فيه البعض أنه لا يمكن للأمن أن يتحقق إلا من خلال إرهاب المجتمع، يرسم لنا القرآن الكريم منهجية مختلفة ترتكز على بناء الأمن داخل نفس الإنسان وليس في الخارج حيث ينعكس ما في داخل ذلك الإنسان في الخارج.
وأكد سماحته على أن التاريخ يشهد أن كل من حاول تثبيت الأمن في الخارج دون تثبيته في داخل نفس الإنسان باءت محاولاته بالفشل، فمن الإنسان يبدأ الأمن وإليه ينتهي.
واستعرض سماحة الشيخ –حفظه الله- حدود الأمن التي ما إن تجاوزها الإنسان دخل في دائرة الخوف والقلاقل.
- الأمر الأول | الفواحش: حيث تنعكس في داخل نفس الإنسان، وتعرف بالقلاقل الداخلية مما تجعل الإنسان إنسانا مهزوزا في داخله، مشيرا إلى أن المجتمع الذي تنتش فيه الرذيلة والفواحش تكثر فيه الجرائم وتزداد.
- الأمر الثاني | الإثم: فحينما يفعل الإنسان إثما فإنه يشعر في داخله بعدم الرضا، وسوف.تنعكس عليه في الخارج.
- الأمر الثالث | البغي: والبغي نوع من أنواع الظلم، وهو التعدي على حقوق الغير، وهذا يسبب عدم الأمن في داخل المجتمع وبالتالي انعدام السلم الأهلي في داخل المجتمع
معتبرا أن المجتمع الذي يكثر فيه البغي ومصادرة الحقوق والتعدي على الآخرين يعيش حالة من القلاقل، فلا فرق بين النميمة والغيبة وبين مصادرة الحق السياسي أو الاقتصادي فكلاهما تعد على حقوق الغير. - الأمر الرابع | مسألة الشرك: حيث أكد على أن الشرك أعم وأكبر من عبادة الأصنام، فحينما يسلم الإنسان نفسه إلى شخص من دون دليل أو برهان أو قناعة هذا الإنسان يعد مشركا بالله لأنه سلم نفسه إلى غيره.
- الأمر الخامس | مسألة القول على الله بغير علم: كالإشاعة والكلام الغير منضبط، فالكلمة عندما يريد الإنسان أن ينطقها لابد أن ينطقها عن علم ويقين.
وحول ما يحدث في المنطقة وخصوصا في العوامية أكد سماحة الشيخ محمد حسن الحبيب –حفظه الله- أن المشكلة ليست مشكلة العوامية، وإنما هي مشكلة مجتمع أوسع بكثير من دائرتها الضيقة، المشكلة هي مشكلة مجتمع يطالب بحقوقه، وبالتالي ما لم يعطى هذه الحقوق فالمشاكل ستترى.
أما حول مسألة الولاء والانتماء قال سماحته أنه كلام سخيف للغاية لا يستند إلى منطق، واستنكر أن يقال عن الإنسان الذي كان مستعدا ليدافع عن أرضه ووطنه أيام غزو صدام، يشكك في ولائه!! وذلك الإنسان الذي ولى الدبر هو الذي يقال عنه بأنه موالي!
ثم خاطب سماحته هؤلاء الذين صرحوا للإعلام والكتاب، فأخرجوا الناس عن الدين والمذهب، ووصفوهم بكلمات نابية، فقال لهم: اتقوا الله في أنفسكم، كفوا عن هذه الألاعيب، ولا تدمروا المجتمع.
وفي هذا السياق أيضا زج اسم المرجعية الدينية في هذا الأمر هو أمر خطير، مؤكدا على أن علينا أن لا ننجر وراء الفتنة الطائفية، مشيرا إلى أن وراء وسائل الإعلام مخطط، ترسه بعض السياسات التي تدفع باتجاه التجييش الطائفي وعلينا أن نكون حذرين لكي لا نقع في هذا الفخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق