صباحكم ورد

صباحكم ورد

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

أزمة الزواج في العصر الحاضر


أزمة الزواج في العصر الحاضر 
أن موضوع الزواج في هذا العصر يعتبر لدى البارعين هو موضوع خطير مهم له أثره
البالغ في حياة الإنسان الكريمة فان المقاييس في القرآن الكريم وفي السنة الكريمة
مقاييس لها نظامها وكرامتها الخاصة ولكنها من البديهي لا تتناسب مع العادات
 والتقاليد العشائرية والتي أُستحدث نظامها من أساس الجهل والتخلّف والنظرة
 الضعيفة لأُسس الإنسان اليوم فالقرآن والسنة لم يشرّعا قانوناً إلا وحَسَبَ له ألف حِساب .
وأنظمة القرآن والسنة لا يوجد أمامها عقبات وبالتالي يكون نجاحها لابد منه ، وأن
 العقبات تكمن في النظام العشائري ذو الأسس المنهارة ذات التفريعات التي لم تراعِ
 القرآن والسنة الكريمة . فأننا ومن منطلق خالص لوجه الله سبحانه وتعالى نلقي
 اللوم على عاتق أصحاب السفينة من واجهات دينية وزعامات عشائرية لأن لهؤلاء
 الكلمة المسموعة في أوساط عشائرهم فلهم ان يَضعوا نظامـاً لموضوع الزواج
مستمداً أُسسه من القرآن والسنة الكريمة حتى يستطيع الشباب أن يحصلوا على زوجات
 لهم ، بدون عقبات تكسر وتقصم ظهورهم . التي ذاقت مرارة الكد والتعب من أجل
الحصول على مهر مرتفع غال ٍ . فإذا لم يلتفتوا الى هذا الموضوع في هذا الوقت فأي
 وقت يفيقوا من إدمان النوم الذي أباد ذاكرتهم ألم ينتبهوا إلى الكثير من البيوت
 قد غصت بكثرة الفتيات البكر . ألم ينظروا الى جموع الشباب العزاب باتت تهدد كيان
 الكثير بل حتى المحصنات . فأن بقاء الشباب عزاباً وبقاء الفتيات بدون زواج فهو الدمار والعار الذي لم يغسل
  ألا أمةٌ تحيي فتحيى بلادها فتحفظ أوطاناً وتغسل عاراً
ان الزواج أُصيب بأزمات في هذا الوقت
ترجع لعدة اسباب منها:
 سلطة العادات والتقاليد العشائرية القديمة التي لم تـراع ِ الأحكام الشرعية ,
وهذه العادات تحتوي على طلبات ضخمة كالمهر الغالي والاحتفالات التي تكلّف
مبالغ باهضة ولهذا امتنع الكثير من الزواج .
ومن أسباب أزمة الزواج مطامع الكثير من الرجال في الزواج من العوائل الثرية ,
وهذا لا يحصل إلا أن يحصل الرجل على مركزاً مساوياً في الهيئة الاجتماعية فيظل
 يتربص ذلك فيبلغ الخمسين من العمر وربما مات على هذه الحـال
.
سوء الحالـة الاقتصادية عند الكثير من الناس وصعوبة المعيشة الزوجية وهذه
 الحالة ترجع الى الحالة الاولى من سلطة العادات والتقاليد القديمة فإذا كان الإنسان
 ضعيفاً مادياً ثم أقبل على الزواج فأول ما يصطدم عقبة غلاء المهور ثم من وسائل الحياة
 الضرورية من سكن وطعام وشراب وملبس وغيرها فيرفض الزواج .
هذه الأمور الثلاثة قد وجهّت ضربة قاسية لكل أوجه الزواج
وهذه الضربة في أوربا أشد منها عندنا .
فماذا ينتظر الأوربي , ينتظر بأن يطلبوا منه خمسين جنيه أو أكثر بقليل ولكن
 اليوم في بلداننا عندما يقبل الشاب على الخطوبة ينتظر ضربة تقصم ظهره تكاد
تجعله يرفض وهو ليس مبال ٍ في الأمر لأن الذي يحصل على قوت يومه بشكل متوسط أو
 اقل منه كيف يحصل على مبلغ المهر وتجهيزات الزواج وما بعده من معيشة عائلية ,
 وهذه المطامع التي عند الرجل من البحث عن زوجة ثرية والتي تكون عند أهل الفتيات
 فهم يبحثون عن صهر ثري , اندمجت حتى أصبح الكل لا ينظرون إلا من الوجهة المالية
 دون سواها , فأثـّر هذا على الأخلاق والعادات والآداب فالمرأة ما دام لا يُسئل عنها ألا
من الوجهة المالية ما دامت غنية يسهل عليها ان لا تدّخر وسعاً في الظهور
بكـل مظهر تودّه ولو أثـّر ذلك على سمعتها وسمعة بيتها.
نأمل من الأخوة الكتـّاب والباحثين الاجتماعيين أن يتصدّوا بقدر أكبر وأوسع لهذا الخطر
 المحدق بالمجتمعات الإسلامية ويشرحوا آثاره بكل دقة ويبيّنوا وجوه الفساد الحاصل منه.
قبل ان اختم هذا الموضوع أود أن أكتب كلمات عن حقيقة السعادة المنتظرة
من الزواج وعن ضلالة أصحاب المطامع والنفوس الضعيفة عن وجه تلك السعادة .
الزواج حاجة من حاجات الإنسان وهو ككل حاجاته لا يؤدي وظيفته على كمالها
 ولا ينتج كل السعادة المرجوة منه إلا إذا وافق الناموس الطبيعي والأدبي معاً.
إن الحاجة الحقيقية للإنسان من الزواج أن يجد إنسانة تشاركه الحياة رخاءها
وشدتها لذاتها وآلامها تحنو عليه حنواً نابعاً من وحدة المصلحة واشتراك الوجهة
 وترى انهما اتـّحدا جسداً وروحاً فصارا إنساناً واحداً كل منهما يكمّل نقص صاحبه .
هذه هي الحاجة التي تدعي كل إنسان الى الزواج لا بأس بأن يضع البعض شروطاً
طبيعية في بساطة التنفيذ فعلى الرجل أن يبحث عن شابة صاحبة دين
 أولاً ثم أخلاق وله الحق بعد ذلك ان يختارها جميلة مؤدبة أصيلة ومتعلّمة .
وبخصوص الغنى والثروة ,
فلوا تصورنا زواجاً حصل بين اثنين الرجل فقير والمرأة ثرية فعندما يدخل
 الرجل الى بيته يرى أشياء ليست من ثمرة كده . ويرى ان افراد عائلته في غنى عنه .
فوجوده وعدمه سيان عندهم هذا الشعور سوف يفقده من لذة الزوجية والأبوة . فيكون
 هذا الزواج من وجهة فاقداً لكرامة الرجولة في نظرة المرأة فلا تنظر الى زوجها
 باعتبار انه عائلها وحامي لها بل العكس تراه واحداً ممن تعولهم من المال الذي
تملكه وإذا كانت منحطة الهمة ساقطة الأخلاق منت عليه بمالها وبينت له انها في
 غنى عنه فتكون اللقمة معها مشوبة بالاكدار وبالمنغصات . هذا هو الواقع ولكن
 بعض الناس أصبحوا بما خالط نفوسهم من ذلة المطامع لا يبالون بكل هذه الشوائب
 فإنهم لا يعرفون للحياة لذة إلا ملئ البطون وإشباع الشهوة ولو مع الذل والمهانة
 فعلى اللذين لم تفسد نفوسهم المطامع ان يطلبوا ويتجهوا عن الزوجات الكاملة
 ديناً وخُلقاً وخَلقاً ، وان يكونوا أحرار في دنياهم ويمدوا بحبل المودة والوصل
 الى الاخوة الذين وقعوا في هذا الفخ الشيطاني الدنيوي لإنقاذهم وإعادة الكرامة
المفقودة واللذة الضائعة عسى ان يعودوا الى جادة الصواب بعون
 الله الهادي الى سواء السبيـل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق